سودانا فوق أونلاين

خالد عز الدين يكتب بعنوان قبل ان يستقيل العليقي !!

#سودانافوق

قبل ان يستقيل العليقي !!

نظريا فان مجلس الهلال الحالي في غاية الانسجام والتناغم وأي استقالة منه تعتبر مفاجأة خصوصا اذا تعلقت باداء المجلس والتعاون بين الاعضاء ..

مجلس جاء بعد توافق كبير بين اعضائه ونزولهم في قائمة واحدة وبدون اي صراع علي النصاب بل وبتوافق كبير علي الرئيس ونائبه وامين المال والامين العام ..

مجلس ليست به شخصيات خلافية مثل تلك المعروفة في الوسط الرياضي كما ان رئيسه شخص هادئ جدا ونائب الرئيس المسؤول عن القطاع الرياضي يعتبر من القلائل الذين تولوا هذا المنصب بكل هذا الصمت !!

وألامين العام للمجلس شخص أشتهر بالتهذيب والهدوء واللغة الرصينة وبقية الاعضاء لا تختلف صفاتهم الشخصية عن السابقين فهناك العسكري المنضبط يحي محمد خير ورجل الامن المشجع الهلالي الرايق (الصادق) والدبلوماسي عبد العزيز حسن صالح والشاب الذي ترك الانفعال والاولتراس ولبس طاقية الكبار عوض ابراهيم  والمهندس رامي كمال الذي يحب ان يقضي حوائجه بالكتمان وعلم محمد عبد الله ومن كثرة هدوء هذا الاخير انني لا اعرفه شخصيا وهناك الدكتورة نوال محمد !! بجانب الفاضل التوم الذي أستقال في صمت مؤكدا علي ان هدوء هذا المجلس حتي في الاستقالات !!

في وسط هذا الهدوء فان مجلس الهلال يغلي ليس بسبب اعضائه ولكن بسبب النظام الكروي السوداني !!

الطريقة التي يتم بها اختيار مجالس الادارات في الاندية السودانية طريقة عقيمة اكل عليها الدهر وشرب لم يتم تطويرها وهو امر غريب خصوصا علي نادي مثل نادي الهلال تم تأسيسه علي اساس فكرة وشهد تطور هذه الفكرة خلال السنوات الاولي من عمره تطور ملحوظا حتي ان جمعياته العمومية كانت تشهد ميزانيات بدقة عالية وتناقش بفهم عميق بجانب النظام الاساسي الذي يتفق مع الفكرة والخريجين الاوائل ثم توقف هذا التطور الي حد ما مع توقف التطور في معظم المجالات في السودان !!

الهلال بكل تاريخه وامكانياته هو احد اعظم الاندية في القارة الافريقية او هكذا من المفترض او يكون ولكن الواقع الان لا يعبر عن ذلك لاننا ببساطة مازلنا ندير الهلال بنفس عقلية الثلاثينات والاربعينات ولكن مع الاختلاف في كل شئ بما في ذلك الشخصيات !!

لقد كان رجال الثلاثينات والاربعينات في قمة التطور في الادارة بمقياس ذلك الزمان ولكننا بمقياس هذا الزمان والطريقة التي تدار بها الكرة في العالم فاننا في قمة التخلف او نعرض خارج الزفة كما يقولون ..

الهلال نادي له شعبية كبيرة ولديه ملعب ونادي واراضي واسم وتاريخ وحوافز بالدولار من المشاركات الخارجية بجانب الاستثمارات الكثيرة التي يمكن ان تفعل وهو يقدر كقيمة سويقية بملايين الدولارات لذلك من غير المقبول ان يتم اختيار مجلسه بهذه الطريقة التي لا تكلف اكثر من القدرة علي اقناع 500 الي الف عضو فقط وهم اعضاء يجتمعون في الجمعية العمومية فقط ولا يمارسون بعد ذلك اي رقابة علي المجلس تقريبا خصوصا في الجانب المالي وهو امر خطير ..

الهلال يدار الان وفي كل السنوات الاخير وكأنه شركة خاصة ويتحكم فيه شخص او شخصان يتصرفان بكل حرية وبدون رقابة مالية وليست عليهم اي اعباء قانونية حيث بامكاناهم الاستقالة في اي وقت ..

هذا التحكم يقود في النهاية الي تملل الاعضاء الاخرين الذين سيشعرون بعد فترة بانهم (تموتة جرتق) وبكل تاكيد فانهم مع الوقت سيحاولون ايصال صوتهم ولكن الوقت سيكون قد مضي لان النفس الانسانية لن تقبل المشاركة في عمل بذلت فيه الجهد والمال والوقت .. لذلك فان العليقي وببساطة سيرفض الجلوس مع مجلس الادارة ويبدأ المجلس في التشقق خصوصا وان رئيسه غائب في الركائب وجانا كلب سنونو صفر وحلب الناقة في الشناقة وشم الدم وقال حرم !!

وتدور الدائرة والرئيس سيتخذ قرارات فردية ونائب الرئيس سيتخذ قرارات فردية وعضو مثل الفاضل التوم سيتسقيل وعضو مثل الدكتور حسن علي عيسي سيغضب وسيتحول المجلس الهادئ الي مجلس صاخب او ستزداد الاستقالات خصوصا بعد تراجع مستوي الفريق وينهار المجلس لنبدأ في ساقية جحا من جديد ونبحث عن رئيس لديه اموال وياتي ليحل الديون التي تركها المجلس السابق ثم يشعر بانه دفع كل هذه الدولارات ومن حقه ان يتصرف كما يشاء ويجد نفسه فجاة غير قادر علي الاستمرار بسبب هذا الصرف الكبير ويستقيل او يرفض الاستقالة فتتم اقالته بطرق مختلفة لتدور ساقية جحا من جديد ولا جديد !!

الان العليقي وقد صرف كل هذه الاموال وكل هذا الجهد يجد نفسه في منتصف الطريق لا هو مسيطر علي المجلس ولا مدعوم من الرئيس ولا قادر علي ادارة كل الملفات والاستقالة اقرب طريق ليفقد الهلال شاب ملئ بالحماس سيضيع بسبب شكل الادارة المتخلف الذي ندير به كرة القدم في السودان ويتسبب في تحويل كل الصالحين الي فراعين !!

التعليقات مغلقة.