سودانا فوق أونلاين

خالد عز الدين يكتب بعنوان المھاجرون الاوائل !!

المھاجرون الاوائل !!

شعبیة الھلال الجارفة في السودان امر من المسلمات مثلھ مثل طیبة الشعب السوداني وجمال غناء الحقیبة وقوة صوت وردي ومھارة العزف عند ابو اللمین ولكنني لاحظ شئیا مغایرا في امریكا فانت تحس بمنافسة شدیدة بین عدد الھلالاب والمریخاب ھنا وفي بعض المجتمعات یمكن ان تجد تفوقا للمریخاب .. ومتعصبین جدا وحساسین جدا وطبعا غالاطیین جدا ! أستغربت من ھذا التواجد الكبیر للمریخاب في المدن الامریكیة المختلفة فالمریخ وعبر التاریخ نادي اكتسب شعبیتھ من ارتباطھ باسم الھلال بعد ان استطاع ان یزیح الموردة من المنافس الاساسي للفرقة الزرقاء وبعد ان قدم مؤسسوه تنازلات رھیبھ بتغییر الاسم اكثر من مرة والتودد للنجوم للتسجیل في الفریق المھدد بالزوال واستبدال الشعار عكس اھل الموردة الذین مازالوا یصرون علي التمسك باصولھم وجذورھم ولكن صراعاتھم اقعدتھم بینما انطلق اھل المریخ وبذكاء الارتباط بالھلال والتنافس معھ .. وقفت اراجع موضوع التواجد الكبیر للمریخاب في امریكا خصوصا الاخوة الجنوبیین ولم یكن الامر یحتاج الي ذكاء كثیر فقد كانت كلمة السر ھي اللجؤ السیاسي فالاخوة الجنوبیین الذین تعرضوا حقیقة للقھر والاضطھاد في سنوات حكم )الكیزان( تقدموا بطلبات اللجؤ وكان القبول سھلا لان ھذا حقھم بكل تاكید والجنوبیین معظمھم مریخاب لاسباب كثیرة من بینھا الارتباط الدیني القدیم بكنائس المسالمة والاندیة القبطیة وھو ایضا مازاد من عدد المریخاب في امریكا حیث ان الاقباط انفسھم المؤسسین للمریخ قد تركوا السودان في بدایة عھد النمیري بعد سیطرة الشوعیین والتأمیم ثم الشریعة وسنوات الترابي وھاجروا لامریكا وغیرھا من الدول لذلك فان المھاجرین الاوائل ھنا كثر مثلھم مثل احفاد الخریجین الاوائل في امدرمان .. مریخاب امریكا لا یختلفون عن مریخاب امدرمان رغم اختلاف الزمان والمكان فھم یركزون علي الھلال اكثر من تركیزھم علي الاقتصاد الامریكي !! في كل التجمعات السودانیة ریاضیة او اجتماعیة الحدث الابرز ھنا ھو الحدیث عن مباراة الھلال والاھلي ومستوي الھلال واسماء لاعبي الھلال لم اسمع باسم لاعب من المریخ منذ ان حضرت الي ھنا الا مرات قلیلة ولا یذكرون اسماء وانما یتحدثون عن )كوتھ البرازیلیین( مباراة الھلال والاھلي ھي الشغل الشاغل لدرجة ان احدھم قدم لي دعوة فطور یوم السبت ووافقت ثم ضحك قائلا )یا زول ان بھازر معاك یوم السبت كورة الاھلي ( طبعا ما بقولوا كورة الھلال بقولوا كورة الاھلي اقباط المسالمة !! وانا طبعا متذكر المباراة ولكن في النھایة نحن نعرف جیدا ان الھلال اسم علي ھلال رمضان ایضا وان الفطورفطور رمضان وان الانتماء للھلال یعني الصوم والتركیز علي الفطور اولا ثم التركیز علي الاھلي خصوصا وان موعد المباراة بعیدا جدا بتوقیت ولایات الشرق )فیرجینا ومیریلاند ونورث كارولینا( عن مواعید المباراة ولكن ھذا )ھوسھم( بمباراة الھلال او مباراة الاھلي علي حد قولھم .. المباراة الساعة الثالثة عصرا بتقیت مدینتنا والفطور السابعة والنصف !! وحتي لا نظلم مریخاب امریكا فانا لم اقرا او اسمع في الوقت القریب في الاعلام السوداني من یتحدث عن مباراة المریخ والزمالك حتي انني اضطرت للبحث عنھا في مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالزمالك فلم اجد لھا ذكرا .. لا في مصر ولا في السودان.. واحتمال كبیر ما یكون في استدیو تحلیلي ! مباراة منسیة لدرجة ان بعثة المریخ المتوجھة للقاھرة تركز علي )الترانزیت( قبل السفر للسعودیة لمقابلة تشرین !! الاعلام المریخي منقسم ما بین مناصرة الاھلي بقیادة الاغلبیة وما بین مناصرة الھلال بقیادة ود الشریف الذي تحدث في القنوات المصریة عن مباراة الھلال والاھلي وكأن فریقھ لا یلعب یوم الجمعة قبل الھلال بیوم .. وربما وجدنا لھ العذر فالاعلام المصري اصلا لا یتحدث عن مباراة الزمالك حتي رضا عبد العال ما بجیب سیرة الزمالك لكنھ اكد علي ان الاھلي لن یصعد الا بعمل تحت )الطربیزة( ونحن دوما فوق الطربیزة واسیاد البلد نھتف داخل مصر ) الله حي الله حي الاھلي بناكلوا حي ( ھولاء ھم احفاد الخریجین الاوائل لا یخافون احدا ولا یترددون في استقبال فریقھم فھم لا یلعبون في ملعب الاھلي ولا یتدربون في استاد مؤجر من الاھلي ولا یقیمون معسكرا تحت ضیافة الاھلي . كبیر السودان ضد كبیر مصر ھو عنوان المواجھة التي اختفت معھ كل العناوین الاخري .. الاھلي ینتظر نجومھ العائدین من المشاركة مع منتخباتھم بیرسي تاو والیو دیانج والھلال یستقبل مكابي وفوفانا في القاھرة بعد مشاركتھما مع بلادھما .. الاحساس بالقوة والاصالة والانتماء لجذور ارضك احساس عظیم وكبیر لا یمكن ان تشتریھ او تحس بھ الا اذا كان اصیلا وكنت تنتمي للخریجین الاوائل ولیس للمھاجرین الاوائل .. نلعب ضد الاھلي مباراة اشبھ بالمعركة ولكننا لھا وھذا قدرنا ان نواجھ الكبیر وان نشق طریقنا في ادغال افریقیا وان نكتوي من حكامھا للوصول الي قمة مجدھا .. الاھلي الذي طالب بمائة الف متفرج اكد علي عظمة الھلال والذین نسوا نادیھم وتذكروا الھلال ومباراتھ اكدوا علي انھم ضل الھلال .. سنقاتل حتي النھایة ونحن نعرف في النھایة انھا كرة قدم وانھا فوز وھزیمة ونحن نتقبل الھزیمة اذا كانت بعیدة عن المؤامرات وتحت الطربیزة كما قال رضا عبد العال .. لقد تجرعنا المرارات من الاھلي في نھائي 87 وھدف ولید طاشین الشھیر وفي عام 2007 وفي كل المباریات التي لعبناھا ضدھم تقریبا ولكن ردنا دوما یكون قویا في المقبرة التي عجز الاھلي فیھا عن تحقیق اي فوزاو في ارضھم لذلك ھم یخافون لان الھلال ھزمھم بھدف ریتشارد في ارضھم ووسط جمھورھم ..
قادمون الي معركتنا لا نخاف الا الله .. اللھم انصرنا علي كل اعدائنا الداخلیین والخارجیین والمھاجرین

التعليقات مغلقة.