خالد عز الدين يكتب بعنوان القران .. التقكير والتغيير ..

#سودانافوق

القران .. التقكير والتغيير ..
رمضان كريم .. تصوموا وتفطروا علي خير .. في هذا الشهر العظيم الذي يستمد عظمته من الكثير من الاشياء وفي مقدمتها القران (شهر رمضان الذي انزل فه القران ) لابد لنا ان نتوقف مع الفكرة العظيمة والمعجزة الاساسية للنبي (ص) الذي انتقل بالانسانية من المعجزات الحسية الي المعجزة الفكرية بعد ان ان اوصل الله سبحانه وتعالي بني ادم الي مرحلة النضوج الفكري والقدرة علي الاستيعاب والنقاش والمنطق فبدأ القران الكريم باية (اقرأ) اي تعظيم للقراءة والقلم والتعليم عند رب العالمين ..
في كتاب الله المساحة الاوسع للعقل والذي لم يأتي في الاسلام مفردا هكذا بكلمة (العقل ) وانما دوما يأتي لفظ (يعقلون وتعقلون) اي القدرة علي تقييم الاشياء وتمييزها ومعرفتها بعد عملية تفكير واسعة .. (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون ) (وهو الذي يحي ويميت وله اختلاف الليل والنهار افلا تعقلون) (انا جلعناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون) منطق ونقاش وتحدي بالفكر .. لم يكن القران في يوم من الايام دعوه لاغلاق الفكر او التحجر او الهروب من مواجهة الحقيقة وهكذا يجب ان يكون المسلم بشكل عام وصاحب الرأي وقادة الراي العام علي وجه الخصوص ..
الذين يطالبون بتجاوز الاشياء وعدم الوقوف عندها لا يعرفون عن الاسلام شئيا فسيدنا ابراهيم توقف عند الكواكب والقمر والشمس قبل ان يؤمن بالله وحده (فلما راي الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم اني برئ مما تشركون اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض ).. والذين يدافعون عن الفساد يتجاهلون القران عمدا .. (واذا تولي سعي في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) هكذا وبوضوح فان الله لا يحب الفساد . (ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين) ولا يحب المفسدين
هذ هو القران كتاب الحق والفضيلة والنقاش والحوار يا من تريدون تكتميم افواه الناس باسم الدين ولا اقصد السياسيين فقط ولكن حتي بعض الرياضيين الذي يحاربون من يقول الحقيقة او يسعي وراء فسادهم او حتي يختلف معهم في الرأي والخالق عز وجل ناقش ابليس المتكبر عندما رفض ان يسجد لادم ( قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) حوار بين رب العالمين وعبد عاص متمرد لم يقتله الله او يعدمه او حتي يرفض نقاشه بل استجاب لطلبه بان جعله من المخلدين !!! وهنا يرفضون حتي اقامة مؤتمر صحفي لتوضيح الحقائق .. يجعلون انفسهم اكبر من النقد او الحوار ولا يحتملون الا الشكر والثناء بعد ان تعودوا عليه من بعض الاقلام ..
في شهر القران هذا ندعوكم لقراءة القران من زاوية التفكير والحوار والنقاش واعمال العقل ..
دعوة ضد الذين يريدون احتكار الفكرة واحتكار التفسير واحتكار الفهم واحتكار المناصب ..
دعوة ضد الذين يريدون السيطرة علي الكرة السودانية في الاتحاد والمنتخبات والاندية واخذ حقوق الاخرين .. فسر بعضهم ومنهم دكتور علي منصور الكيالي معني كملة القاسطون في سورة الجن (وانا منا المسلمون ومنا القاسطون) بقولهم ان القاسطين هم الذين ياخذون حقهم وحق غيرهم .. القاسط هو من ياخذ قسطه وقسط غيره في الماكل والمشرب ونزيد نحن في المناصب الرياضية ..
القران دعوة للمحبة والتسامح (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)
في شهر القران نقول ان الحوار القراني هو حوار ادب واختيار الفاظ (وجادلهم بالتي هي احسن ) ولكنه في نفس الوقت واضح ومباشر ( قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد ولا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي دين)
للذين يعشقون الدكتاتورية والانفراد بالقرار وتمجيد الرؤساء واصحاب المال (وامرهم شوري بينهم)
الذين يستغلون سلطاتهم في لجان الانضباط واللجان العدلية (واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل )
وللذين يسرقون اموال الاتحادات والاندية يجب ان تقطع ايديهم (السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما )
السرقة امر مكروه من قبل الاسلام .. قال اخوة يوسف (ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين) وفي وسطنا الرياضي هناك من يدافع عن السارقين ويتمني ان يكون مثلهم (فهلوي ومعلم وشفت) هذه الاسماء الجديدة للسارق !
هذا هو القران في شهر القران .. كتاب منطق وعقل ضد الفساد والسرقة والدكتاتورية والظلم ..
وللذين يرفضون التغيير في الافكار والمناصب نقول لهم في شهر القران ان الاسلام هو اكبر حالة تغيير في العالم وان القران هو اساس التغيير والافكار الجديدة ..
شهر التوبة والغفران .. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقبل منا .. ومرة اخري كل عام وانتم بخير ..