خالد عز الدين يكتب اليوم الاربعاء بعنوان عدم مهنية بي ان سبورت ..

عدم مهنية بي ان سبورت ..
الامكانيات المهولة لقناة الرياضة القطرية (بي ان سبورتس) تجعل من متابعتها فرض عين علي كل رياضي فهي (غول) الرياضية كما يسميها البعض بسبب احتكارها لمعظم الدوريات الكبري وحصرية كل المناسبات الكبيرة في العالم تقريبا في هذه المنطقة فهي تملك حقوق الدوري الانجليزي والالماني والاسباني ودوري ابطال افريقيا واسيا وكاس العالم لكرة القدم وبطولات التنس والعاب القوي وهناك دوري السلة الامريكي والتصفيات المختلفة في معظم الرياضات ..
الذي يريد الاستمتاع بكل هذا النشاط عليه ان يشتري جهاز خاص بالقناة مع دفع اشتراك يزيد في كل عام تقريبا بجانب الاشتراكات الاضافية في المناسبات المختلفة ولا اعتراض لنا علي ذلك فهي تقدم مادة متنوعة ولا تجبرك علي الاشتراك ولكن الشئ المؤسف ان هذه القناة بكل هذه الامكانيات ضعيفة جدا في الجانب المهني ولا اظلمها ان قلت انها تساهم في تغبيش الوعي للمشاهد العربي وبناء جيل متعصب او مهووس بالصراخ والعويل وعدم الموضوعية وغياب الروح الرياضية ..
هذه القناة تقوم بتغطية المباريات علي أساس عريقي بغيض تحول به كرة القدم من لعبة جمالية مقسمة علي القارات الي لعبة عصبية قائمة علي العرق العربي دون ان توضح لنا مع من يتنافس العرب او ضد من او حتي ما هو معني الكرة العربية .. لان الكرة العربية نفسها لا تلعب في منطقة او قارة واحده ؟؟!
عندما تقول انتصرت الكرة العربية فمن الطبيعي ان تُعرف المهزوم ؟ فهل تلعب الكرة العربية ضد الكرة الانجليزية اذا تحدثنا عن اللغة ؟! او هل تعلم ضد الكرة اليهودية اذا تحدثنا عن الدين مثلا ؟؟ او هل تلعب الكرة العربية ضد العالم الغربي او الخليج الفارسي اذا كانت تمثل منطقة ؟؟!
وعندما تقول تراجعت الكرة العربية فيجب ان توضح باي قياس تراجعت الكرة العربية لان الكرة العربية اصلا كرة مختلفة في كل شئ فطريقة اداء لاعبي الدول العربية في الشمال الافريقي تختلف عن بقية اللاعبين في الشرق الافريقي ودول الخليج لا علاقة لكرتها بكرة عرب افريقيا وحتي في الخليج المنطقة القريبة من بعضها هناك تفاوت طبيعي في المستويات فعلي اي اساس يمكن قياس الكرة العربية ككتلة واحده ! ولنضرب مثلا بسيطا بفوز الهلال السعودي علي الدحيل القطري في ابطال اسيا .. فهل يمكن ان نتحدث عن تطور الكرة العربية باعتبار فوز الهلال ام تراجعها بالهزيمة القاسية لدحيل القطري !!
ومن التعصب العربي الكبير الي التعصب العربي المتخصص .. ففي هذه القناة يكون الانحياز واضحا لمباريات تونس بسبب السيطرة التونسية علي القناة الي حد كبير .. ففي مباريات الترجي يكون قياس التحكيم بدرجة عالية الدقة او تكون هزيمة الترجي حدثا كبيرا لدرجة اتهام الحكام بالرشوة كما فعلوا في الهزيمة الكبيرة قبل سنوات للترجي امام مازيمبي وعندما يتحدث (الخلصي) عن مشاركات الاندية التونسية فانك تحس بان هذه قناة تونسية لا علاقه لها بالعرب !!
وتتم تغطية مباريات الدول العربية التي يتحدثون عنها علي حسب العلاقات السياسية فعندما كانت العلاقات متوترة بين قطر ودول المقاطعة الاربعة كانت القناة في قمة الحذر في تغطية اي نشاط عربي في الدول العربية الاربعة !!
في هذه القناة فان معظم المعلقين لا يعرفون لاعبي كرة القدم في الاندية الافريقية لذلك تجدهم في واد الذكريات والونسة والتعليق خارج مباريات اي فريقين افريقين لا علاقة لهما بالعالم العربي وحتي في مباريات الهلال والمريخ فان التاريخ يُحكي اكثر من المباراة نفسها وهذا يؤكد علي عدم المهنية وعدم معرفة ما يحتاجه المشاهد من المعلق في المباراة خصوصا في مثل هذه المباريات فبدلا من التركيز علي اللاعبين والمباراة نفسها فان المعلق يتحدث عن التاريخ او عن اشياء لا علاقة لها بالمباراة .. اما اذا كانت المباراة بين طرفين من شمال افريقيا فان الصراخ يكون هو سيد الموقف والانحياز حسب انتماء المعلق .. وتصل العصبية الي مداها اذا كانت اندية شمال افريقيا تلعب ضد اندية غرب او جنوب القارة باستثناء بعض المعلقين طبعا مثل علي محمد علي واستثناء بعض المحللين مثل هيثم فاروق ..
قبل يومين وفي برنامج غريب اسمه (الكرة العربية ) استضاف المذيع اسلام برقاوي اللاعب المصري السابق سمير صبري وكان الحديث عن الجولة الاخيرة من دوري ابطال افريقيا بالتركيز علي الاندية العربية طبعا ..
فريق الاعداد اجتهد في تقديم مادة جيدة عن مشاركات الاندية العربية رغم اعتراضنا علي تقسيم دوري ابطال افريقيا الي عرب وعجم !